طاقة الحب
سبحان الله كل أنسان بداخله الكثير من الحب. بداخله طاقه يتوق لإفراغها. بداخله حب يتوق لأخراجه و يسعد بإعطائه و يهنأ عندما يجد له مرسى يرسو عليه و يرنو إليه.
فإذا كان هذا هو الحال مع الكبار فكيف بالصغار؟
الأطفال بكل عفويتهم وبراءتهم ومرحهم و أقبالهم الرائع على الحياه عندهم طاقة حب, بل طاقه كبيره وقدره رائعه على الحب. ألا تسمعينهم و هم يكررون على مسامع أبائهم و أمهاتهم كلمة "بحبك يا ماما" أو "بحبك يا بابا", هل ترين كيف يحبون أصدقائهم, أقاربهم, مدرسيهم, حتى ألعابهم. ألا ترينهم و هم يمسكون بقط او جرو صغير حبا ورحمة وحنانا.
الأطفال بكل عفويتهم و فطرتهم التى لم تدنس بعد يوجهون حبهم الى جميع الأشياء و الموجودات و المخلوقات. دعوه الى أن ننظر الى الأطفال كثيرا و نتعلم منهم معانى الحب و العطاء و التسامح.
و لكن يالا الأسف و الخساره عندما يبدأ الطفل بالخروج من عالمه و الأطلاع على ما حوله فمن أوائل ما سيجده ويستقيه ويتشربه فى هذا العالم الخارجى هو التركيز المبالغ فيه على نوع واحد فقط من انواع الحب و هو الحب بين رجل و أمرأه و ياليتهم زوج وزوجه حتى. تركيز شديد فى الأغانى, المسلسلات, الأفلام, حتى يخيل له أن هذا هو الحب فعلا. و يبرمج على ذلك فعلا لكثرة تواتر الفكره و التركيز عليها و عدم عرض البديل.
و لأنه أنسان و بداخله طاقه هائله من الحب يريد أن يفرغها يبدأ فى البحث عن من يعطيه هذا الحب يبدأ فى التفكير فى الطرف الأخر و يصب عليه حبه. وساعتها يحدث من المهازل ما يحدثنا عنه كثير من المعلمين و المعلمات بين الطلبه و الطالبات بدأ من الأعمار الصغيره و التى لا تتجاوز المرحله البتدائيه مرورا بالأكبر منهم طبعا. و تهدر هذه الطاقة الرائعه فيما ليس من ورائه عائد و لا طائل و لا منفعه بل بالعكس تنفق فيما يضر ويفسد ويضعف. لا حول و لا قوة الا بالله.
يا خساره, كان من الممكن أن تتحول هذة الطاقه الرائعه الى قوة دافعه الى الكثير و الكثير من الخير فقط لو أحسن أستغلالها و توجيهها و الأعتناء بها.
ما رأيكم فى طفل تعلم منذ نعومة أظافره معنى حب الله و حب الرسول عليه الصلاة و السلام, حب العطاء للمحتاج, حب الأباء و الأمهات, حب من علمنى حرفا, حب العلم و التعلم, حب الخير, حب النصح لله و فى الله, حب القدس, حب الحلال, حب النافع, حب الوقت, .....
ماذا لو تعاهدناه بالرعايه و أشبعنا عقله ووجدانه بما يساعده على أفراغ طاقته و أستغلالها بالشكل الأمثل و الأجدى و الأنفع و الأفضل عند الله تعالى.
هل يوجد وجه مقارنه بين هذا الطفل الذى تعاهدناه وذلك الذى تركناه فريسه للأغانى بكلماتها الهابطه و الكليبات بفجاجتها, و المسلسلات بتفاهتها, و الأفلام ببجاحتها تنهش فى عقله وقلبه و تشكل فى عقله ووجدانه صور و أفكار ومفاهيم وقيم و معتقادات و عادات وسلوكيات خاطئه يظل يعانى منها طوال عمره. من منهم أنفع لنفسه وغيره و امته؟ من منهم ترضى بأن يكون ولدك او أبنتك؟
لعل هناك من يقول أتفق معكى فى الكليبات و المسلسلات و الأفلام, لكن و ماذا فى الأغانى المسموعه؟؟!!
و له أقول: أن الكلمات التى تتردد فى الأغانى كلها تقريبا لو حللتها لوجدت أن الغالبيه العظمى منها تتكلم عن الحب, العشق, الهجر, الضياع بعد هجر الحبيب, الخيانه, الجمال الحسى, .......
و من المعروف علميا ان كثرة الأستماع الى شىء حتى و ان لم تكن منتبه له أو لكلماته فأنها تؤثر تلقائيا فى العقل الباطن الذى يلتقطها و يحللها و يعمل بها بل ويجبر العقل الواعى على العمل بها. و لذلك كانت من وسائل حفظ القرأن تشغيله بأستمرار و الأستماع اليه حتى و انت نائم. أذن فلكلمات تؤثر لا محاله, و إذا نظرت سريعا الى الشباب من الجنسين فى أى شارع او وسيلة مواصلات لوجدت أغلبهم وقد وضع سماعه فى أذنيه ويستمع الى الأغانى طوال الوقت تقريبا حتى تملك عليه تفكيره وقلبه و تشغله بل و تدفعه للتصرف على نحو ما سمعه. فهو كذلك يريد ان يشعر بأحاسيس الحب و الغرام التى سمعها و كما سمعها.
و له أقول: أن الكلمات التى تتردد فى الأغانى كلها تقريبا لو حللتها لوجدت أن الغالبيه العظمى منها تتكلم عن الحب, العشق, الهجر, الضياع بعد هجر الحبيب, الخيانه, الجمال الحسى, .......
و من المعروف علميا ان كثرة الأستماع الى شىء حتى و ان لم تكن منتبه له أو لكلماته فأنها تؤثر تلقائيا فى العقل الباطن الذى يلتقطها و يحللها و يعمل بها بل ويجبر العقل الواعى على العمل بها. و لذلك كانت من وسائل حفظ القرأن تشغيله بأستمرار و الأستماع اليه حتى و انت نائم. أذن فلكلمات تؤثر لا محاله, و إذا نظرت سريعا الى الشباب من الجنسين فى أى شارع او وسيلة مواصلات لوجدت أغلبهم وقد وضع سماعه فى أذنيه ويستمع الى الأغانى طوال الوقت تقريبا حتى تملك عليه تفكيره وقلبه و تشغله بل و تدفعه للتصرف على نحو ما سمعه. فهو كذلك يريد ان يشعر بأحاسيس الحب و الغرام التى سمعها و كما سمعها.
عزيزتى الأم, عزيزى الأب فلنحرص جميعا على أطفالنا فلذات أكبادنا, لا نتركهم للهو و الضياع, ليس هناك مبرر لذلك مثل ما يقال فى هذه الحالات "ما هى كل الناس كده" , "بكره لما يكبر يفهم دا لسه صغير" , "مهو كده كده مش هقدر امنعه" , و غيرها كثير من العبارات التى أن دلت على شىء فإنها تدل على عدم مقدرتنا أن نكون مربين ناجحين, على عدم جديتنا, على ضعف يقيننا, على ضعف حبنا لأطفالنا. نعم فلو كنا نحبهم بحق لأرشدناهم الى الأنفع و لعملنا على ذلك بكل جهدنا وطاقاتنا فى فترة صغرهم و نموهم, ولأسقيناهم من النبع الصافى لا أن نتركهم الى كل ما هو ردىء وغث.
"اللهم هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين و أجعلنا للمتقين اماما"